Ultimate magazine theme for WordPress.

محمد يونس يكتب جمهورية الحقيقة

جمهورية الحقيقة    محمد يونس

تسقط تالت

وعندما تذهب للتزود بالوقود في المحطة؛ يمكن أن تجد زيادة قد طرأت على سعر اللتر، دون أن يتم الإعلان عنها!!
• ونفس المفاجأة يمكن أن تكون حاضرة عند ذهابك لدفع فاتورة المياه، أو لشراء كهرباء..!!
• مع العلم؛ أن الفترات الزمنية التي يقطع فيها الماء والكهرباء عن المواطن (الجعان)؛ يمكن أن تمتد لساعات طويلة، أو لأيام وأسابيع، رغم إنه يدفع فاتورتهما شهرياً!!
• والسلعة الوحيدة التي نجحت الحكومة الانقلابية في توفيرها هي الغاز، فهل كان الغرض من الانقلاب هو توفير غاز الطبخ..؟!
• لاتوجد حكومة محترمة في العالم تقوم بزيادة الأسعار في الخفاء، وتجعل المواطن يقف متفاجئا عندما يذهب للشراء!!
• لِمَ يعجز وزير المالية عن الكشف عن الزيادات التي تحدث في المحروقات والماء والكهرباء، وهو الذي كان لا يجد حرجا في الهجوم على لجنة تفكيك التمكين في أي منبر يجده؟!
• في تلك الفترة يخيل لي أن السيد جبريل كان مستعدا لمهاجمة لجنة تفكيك التمكين ولو تمت دعوته لتناول الإفطار في (بيت سماية أو ختان)!!
• فلماذا أصبح وزير المالية صامتا تجاه الزيادات الصامتة التي تحدث بين كل فترة وأخرى، هل انعدمت المنابر..؟!
• في رأيي أن الحكومة التي تعجز أو تخجل عن مواجهة شعبها بالحقيقة؛ لاتستحق الاستمرار، وبالتالي فإن السقوط يليق بها، وهذا ماينطبق تماما على الحكومة الانقلابية.
• وبناءً على بيان البرهان، فإن الغرض من إجراءات 25 أكتوبر هو تصحيح مسار الثورة، ولكن لم يحدث ذلك، بل تدهورت الأوضاع الاقتصادية والأمنية بشدة، فلماذا تصر الحكومة الانقلابية على التشبث بالكراسي؟؟
• رفع الحظر عن الحسابات المحتجزة، وإعادة العقارات والشركات المستردة بواسطة لجنة تفكيك التمكين للكيزان مرة أخرى؛ تعتبر من الأسباب التي تسببت في إفقار وزارة المالية، مما جعلها تقف عاجزة عن الوفاء بإلتزاماتها..!!
• فبدلا من أن يصب دخل الأصول المستردة بواسطة لجنة تفكيك التمكين في خزينة وزارة المالية؛ أصبحت الأموال تذهب لحسابات أفراد وشركات!!
• أيهما أهم.. رفع الحظر عن الحسابات المحتجزة أم شراء القمح من المزارعين؟!
• أيهما أفضل.. إعادة الأصول للكيزان أم زيادة الأجور للعاملين في الدولة؟!
• حاليا وزارة المالية شبه عاجزة عن شراء القمح من المزارعين!!
• وعاجزة أيضا عن تطبيق الهيكل الراتبي الجديد للأجور في كل الولايات!!
• تطبيق الهيكل الراتبي الجديد في بعض الولايات دونا عن البقية؛ تسبب في إثارة فتنة كبرى بين العاملين في الخدمة المدنية..!!
• وهذه تعتبر المرة الأولى في تاريخ السودان التي يحدث فيها تباين بين الولايات في صرف الرواتب!!
• وعند كل شروق للشمس أصبح العاملون في المؤسسات الحكومية يلجأون لخيار الإضراب من أجل انتزاع حقوقهم!!
• فأحيانا يدخل الموظفون بالجهاز القضائي في إضراب، وأحيانا نسمع بإضراب آخر للعاملين في الجامعات..
• ومؤخرا لحق بالقطار العاملين في هيئة المياه المدن ببعض المحليات..
• أعتقد أن إضراب العاملين بهيئة المياه لايبدو شديد التأثير، لأن الماء شبه مقطوع من ماسورة المواطن التعيس!!
• وعندما يتوفر الماء في (الماسورة المصدية) للمواطن المنكوب؛ يكون شديد العكورة.. (يعني مليان طين)!!
• يبدو أن المواطن البائس يتعامل مع إضراب عامل المياه المفلس وفقا للمثل القائل: مافي جمل بيهددوه بالعطش!!
• فيرد عليه العامل الفقير بسخرية: ح نشوف ياسفينة الصحراء!!
• فمن سينتصر في هذه المعركة، سفينة الصحراء.. أم عم عبدالرحيم الصابر على الجدب والقحط؟!
• في إعتقادي أنه ليس هنالك منتصر في المعارك التي تدور بين (أبو سنينة) و (أبو سنينتين).. فالجميع هنا مهزوم ومأزوم.
• وبعيدا عن توفر الماء أو ندرته، يجب تثبيت حقيقة أن للعاملين في هيئة المياه حقوق يجب أن ينالوها، عاجلا وليس آجلا.
• ولكن.. هل يعني هذا أن الحكومة لاتدفع حقوق العامل بالخدمة المدنية إلا بعد أن يقوم بالإضراب عن العمل؟!
• ومتى ستقوم الدولة بتطبيق الهيكل الراتبي الجديد في جميع الولايات لتضع حدا لمسلسل الإضرابات هذا؟!
• حينما سئل السيد وزير المالية ذات مرة عن الطرق التي سيعالج بها توقف الدعم الخارجي بسبب الانقلاب؛ قال أن أبواب السماء مفتوحة!!
• وهنا نتساءل: هل هذه تعتبر إجابة لوزير مالية.. أم يمكن وصفها بأنها إجابة (فكي)..؟!
• من الواضح إنه ليس بجواب علمي، بل هو أقرب لحديث (فكي حِلة)!!
• عموما فإن كل الطرق أصبحت تؤدي للسقوط.
• كلمة أخيرة: الرحمة والمغفرة والخلود لشهداء الثورة، واللعنة على قاتلهم، وتمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين جسديا ونفسيا.

أكتــب تعليقكـ هنــــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.