ما قبل التلاشى منعم حمزة

ما قبل التلاشى منعم حمزة
(الشاتو بريان) في رمضان
ورمضان على الأبواب. وذكريات أيام الجامعة والحالة شلش .. والدنيا أصلاً آخر شهر وبرضو آخر رمضان وقمة الفلس . قليل من الطلاب يواصلون صيام الشهر حتى خط النهاية .. نمشى نجيب العصيدة وملامح التقلية من النسوان الجمب الاستاد فى المقرن .. ومشوار الميل يبدأ بخطوة . يحل علينا فجأة صديقنا مبارك البنجاوى هابطاَ من سماوات سلطنة عمان .. وبشهامة المغتربين المعهودة يصر علينا بدعوة استثنائية للعشاء وقد اختار مطعم كازينو حماد العائم .. ذلك المطعم السياحة الفاخر الذى يتكئ على ضفة النيل الأزرق الغربية تحت أو جوار كوبرى برى . تلك أماكن نمر بها مرور الكرام ولا نرتادها حتى فى الأحلام .
المهم تشيَّكنا وتهندمنا وتعطرنا .. ومنها عشاء ومنها سحور .. و يا حماد الليلة جاك بلاء . لماذا لم تكن هذه الدعوة فى غير رمضان ؟ حسنا فهى أيضا من بركات الشهر الفضيل . فالداخليات بدأت تسوء فى أخريات أيام نميرى . صرنا والفول والعدس صنوان .
جاء الجرسون الأنيق ووزع علينا المينيو وطفق الجميع فى حالة البحث ( باى ريسيرش ) يجتهدون فى الإيقاع بأحد الأصناف الدسمة المكتوبة فى القائمة .. واختاروا السمك المحمر والدجاج الفرايد والاسكلوب بااانى .. إلاَّ العبد لله فقد صعب عليه الاختيار.. فقد كنت أبحث عن الجديد المبتكر .. والغالى السعر زى التقول طالب صاحبى البنجاوى مغصة.. ثمَّ وبعد جهد جهيد وقع اختيارى على طبق ( شاتو بريان ) .. أعجبت بموسيقى الإسم وخلته نوعاً من أطعمة الهنود الحمر ولحم غزال متبل بالبهارات الهندية الشهية .
أحضر الجرسون قراصة مغطاة بشرائح البصل الغُلاااااد،ومسقية بحساء البصل بالصلصة التقيلة .. باختصار الشغلة كلها (بصل فى بصل) زائد دقيق . مع أول لقمة شعرت بالمقلب .. لكن أنا ما يهمنيش .. عملت فيها ( متعودة .. دايماً ) .. بعد شوية عيونى زغللن ونفسى قام .. والمخاخيت عييييييك، والمناخير تفتحن زى سبلوقات بيوت الطين فى الخريف . .. والدموع و يا حسرتى . غايتو بأخوى وأخوك قرضت نص الصحن وقلت للجرسون لف لى الباقى دا بالله ..
الأكل بتاعكم شهى ياخ .
قسماً وعظماً لمَّن رجعت الداخلية وبعد لفَّة الباب مباشرة رميت الصندوق الفاخر داك للكدايس . الكدايس (شمشمنُّو) كدا وعاينن لى عين حقارة ولسان حالهم يقول
( الله لا غزَّ فيك بركة .. يا وهم )