Ultimate magazine theme for WordPress.

عِدَّة الشُغُل .. سمير العود

عِدَّة الشُغُل 1  نادر التوم

سمير العود –    الحلقة الأولى!

كلما نراه يحمل عوده نعلم أنَّ هناك (غصةً جديدةً)

لم يكن أحد في الجامعة يعرف عنه غير سمير، و بما أنَّه كان يعزف على العود فقد إلتصق بإسمه .. كثيرون قالوا إنَّ إسمه ليس سميراً و هذا إسم حركي ( فنِّي)..فقد أشتهر عنه بأنَّه

( بتاع حركات) و ( عامل فيها فنَّان)

المهم إن سمير العود قصة غريبة جداً.. عرف بين رقاقه و زملائه في الجامعة بذلك اللقب الحركي و تلك الحركات المغلوبة على أمرها

كان سمير من العينة التي تحب الجنس اللطيف، حتى لو لم يكن لطيفاً المهم أنَّه جنس آخر فقط و هذا في حد ذاته عنده يمثل قمة اللطافة ( لطيفاً أكتر من اللازم)

سمير كان يستخدم العود ليطرب الحِسان فقط (حصريَّاً) هذا إن كان ما يعزفه يرقى لمرحة الطرب ..  حينما تعجب إحدى الحسناوات سميراً فإنَّ أقصر الطُرق للوصول لقلبها عبر العود

سمير وفَّر من مصروفه الكثير حتى يقتني هذا العود، كان كثيراً ما يأكل مع زملائه و زميلاته

و يستدين من كل ستات الشاي المنتشرات في فناء الكلية ( داير ما يدور)

كان عجيباً جداً،  شغال بنظرية إتديَّن و اتبيَّن.. حتى ستات الشاي لم يسلمن و ينجون من سطوة العود.. اللعين

يعزف للواحدة و من ثمَّ يصير زبونها و في الغد لأخرى و ثالثة.. و ما أن تتكافى ست الشاي شره أو تعجب به حتى ياتي بالمعجبين و المعجبات ليعزمهم عندها في ظاهرة غريبة أن يعزِم الفنَّان في مجتمع عُرف عنه أنه يعزم الفنانين و المشهورين و (يعزَّهم) لكن سمير كان غير بعزم و بعزف في نفس الوكت.. و كلو بالدين.. تطرده ست شاي فينط نحو أخرى.. المهم ان يظل عازفاً و مطرباً!

و كان يفعل مع حسناوات الجامعة تماماً ما يفعله مع ستات الشاي أو أي (ستات) أخريات

سمير حجمه ضئيل يكاد العود أن يغطيه حينما يحمله.. يتحرك بتؤدة و مهلة و العود يطل من أعلى راسه المفلفل .. أحيانا يصحب عوده معه كالظل.. ليكون سميره في أيِّ ظل و كلِّ محل

المرة تلك لم يعد يصحب عوده و استمع لنصيجة الرفاق ..كان الجو حاراً جداً و سمير حشر نفسه بالرجالة في مقعد.. أيام دفَّارات العاصمة و صادف أن جلست بجانبه ( ست) و طبعا هذا يمثل قمة الروقان لم يكن (يُشرِّك) أو يبحث عن الحسناوات كان جواه ثقة و أن البنات عليهن أن يتهافتن هُنَّ للجلوس بقربه و التمتع بقربة .. الفتاة دقشها العود فتافَّفت و قالت ليو : دا شنو ياخي؟

– دا عود!

– عود يقد عينك!

– أول مرة أشوف زول ما بحب العود و الألحان

– ياخ ما تجلينا و عاين قدامك وركِّز!

– انتى عارفة دول الغرب و الدول القريبة مننا عندهم عازف العود دا من الشخصيات ال بي آي في  و……………. ……. و…………………………………………………………. ………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………و………………………………..

آي أنا منك (صدعتا) بينا ياخ.. هكذا قالتها.. كما كانت تكتبها في رسائلها .. قبل إكتشاف التلفونات و الواتس آب.. و الميك آب!

كان هذا الصوت من المقعد الذي خلفه .. في تلك الدفارات التي تشبه علبة الصلصة إذ أنَّ الجنبك و الأمامك و الوراك كلهم بالقرب منك.. مثل بيوت الحكومة

– مالك يا أخت في شنو؟

– شنينة

– الله الله الله!!

– الله يكسرك.. كلامك كتير ياخ برانا راسنا موجعنا

– ياخ ما تبلعي بنادول انتي!!

تدخل من واحد من الشباب ظنَّ أنَّ سمير فنان مشهور و أنَّ ظروف الحياة هي التي أجبرته أن يركب معانا في الدفارات و هذا يعتبر من تواضعه و طيب أصله و إحساسه بفنه و جمهوره

– معليش يا حبيب خليها الواطة مسخنة.. أردف بعد أن أمر الفتاة ببلع البنادول نتيجة للصداع الذي سببه لها هذا الزول.. ثمَّ واصل :

– ناس ما بتقيم الفن يا استاذ.. أنساها و أنسى الجنبك و كدا سمِّعنا حاجة بدلاً من صوت الدفار القدَّ إضنينا دا

– حسناً

و …………………..

و حدث ما حدث

حدث الأمر الذي جعل رفاق سمير ينصحونه تلك النصيجة التي حدثتكم عنها قبل قليل

لمعرفة ما حدث و النصيحة تابعوا معنا الحلقة القادمة من سمير العود!

أكتــب تعليقكـ هنــــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.