Ultimate magazine theme for WordPress.

دمج حساب سيد الدكان مع فاتورة الكهرباء!

جمهورية الحقيقة
(محمد يونس)

 

دمج حساب سيد الدكان مع فاتورة الكهرباء!

• وبعد أن استعد عبد المعين لمغادرة المؤسسة التي يعمل بها؛ جاءته مكالمة هاتفية من زوجته، تسببت في تغير ملامح وجهه، فهيأ نفسه لسماع طلباتها، والتي تتركز حول عبارة (جيب معاك)..
_ الزوجة: ألووو.. ألووو..
_ عبد المعين في سره: ألوو في عينك ياعارض!
_ ثم رد عليها بعد دقيقة تقريبا: خشي في الموضوع، أنا سامعك.
_ الزوجة: عاين هنا.. إنت مركز معاي؟
_ عبد المعين: بس وريني أعاين ليكي كيف في المكالمة؟! قولي عايزة شنو وخلصيني!
_ الزوجة: جيب معاك كهرباء لأنه الكهرباء خلصت.
_ عبد المعين بغضب: متين كدا كملتوها.. دي ما تمت أسبوع مما جبتها؟!
• وقام بإنهاء المكالمة فجأة، وهو في قمة الإستياء، وذلك لأن جملة (جيب معاك) أصبحت تتسبب في تبديل مزاجه السيئ للأسوأ!
• وبعد أن أنهى المكالمة نظرت الزوجة لهاتفها باستغراب وقالت لنفسها: بسم الله الرحمن الرحيم.. الراجل دا جنّ ولا شنو؟!
• وصل عبد المعين لمنفذ بيع الكهرباء وهو في قمة (الزهج والقرف) والإحباط، وقام بدفع فاتورة الماء، ثم ذهب (لشُباك) النفايات من أجل دفع الفاتورة..
• ولكنه لم يجد الموظفة، فإضطر لإنتظارها قرابة النصف ساعة، حتى جاءت..!!
_ عبد المعين: بدري ياخ.. سيادتك كان تتأخري شوية!
_ الموظفة: احترم نفسك يازول!
• وبعد استفزاز عبد المعين للموظفة حدثت (شمطة) كبيرة بينهما، استدعت تدخل موظف الأمن الموجود بالصالة، من أجل فض الاشتباك!
• قام عبد المعين بسداد فاتورة النفايات وهو ينظر للموظفة بغضب، والتي كانت ترتجف من الخوف، اعتقادا منها أن عبد المعين مخمور (سكران)، وذلك بسبب عيناه المحمرتين.. (عيونو حُمر زي النار)!!
• وذهب عبد المعين بكل ثقة تجاه نافذة بيع الكهرباء، من أجل شراء بعض الكهرباء لإنعاش عداده المتهالك، ولكن كانت هناك مفاجأة في إنتظاره من قِبل الموظف..
_ الموظف: أمشي أدفع حساب سيد الدكان في الشباك داك وتعال إشتري الكهرباء!!
_ عبد المعين بدهشة: سيد الدكان ياتو؟
_ الموظف: سيد الدكان الفي حلتكم.. مش إنت قاعد تشيل منو حاجات للبيت بالدين؟
_ عبد المعين بدهشة أكبر: أيوه فعلاً.. لكن إنتوا دخلكم شنو بي سيد الدكان؟!
_ الموظف: نحنا بقينا نتحصل قروش أصحاب الدكاكين مقابل عمولة بناخدها منهم.. دي خدمة جديدة ياأستاذ، شكلك مامتابع الأخبار..!!
_ وواصل الموظف سرده، وسط دهشة عبد المعين الذي تجمد في مكانه، وفتح فمه، وقام (بتنطيط عيونو): أصحاب الدكاكين بجيبوا لينا دفتر الجرورة عشان نسجل بيهو أسماء الزبائن المتعبين الما بيدفعوا ليهم الحساب!!
_ الموظف: شكلك معذب سيد الدكان بتاع حلتكم، ليه كدا ياأستاذ..؟ الليلة يوم خمسة في الشهر، مالك مادفعت ليهو؟
_ وواصل الموظف حديثه وسط صمت تام من عبد المعين: أقفل خشمك دا ياأستاذ عشان ماتدخل ليك فيهو ذبابة، وأمشي جيب لي فاتورة من نافذة سيد الدكان، لأنه لو ماجبتها مابديك كهرباء!!
• توجه عبد المعين صوب نافذة “تحصيل ديون أصحاب الدكاكين” وهو يجرجر أقدامه بتثاقل، وهناك وجد موظف ملتحي، أخرج له الدفتر، من أجل مراجعة الجرورة:
• كان الموظف يقوم بمراجعة الأيام بالترتيب، وعبد المعين ينظر له بكل دهشة الدنيا:
_ عبد المعين: يازول أقيف دقيقة، يوم 20 في الشهر الفات أنا شلت من الدكان رطل سكر واحد.. ماشلت رطلين!
_ الموظف: بس هنا في الدفتر العندي سيد الدكان كاتب إنك شلت منو رطلين!
_ عبد المعين: في ذمتك شكلي دا شكل زول شارب سكر، ولا زول فاقد سكر.. ياخ شوفني ضعيف كيف!
_ الموظف: ما لي دخل بي شكلك ياسيد، أدفع لي هنا وأمشي حل مشاكلك مع سيد الدكان بعيد عني!
_ عبد المعين: دا آخر كلام عندك؟!
_ الموظف: أيوه، أدفع سريع لأنه أنا ماشي أحصل صلاة العصر في المسجد!
• وما أن سمع عبد المعين إجابة الموظف حتى فاجأه بلكمة قوية، جعلته يسقط على الأرض فاقدا للوعي!
• وهنا استدعى رجل الأمن زميلاه الموجودان في الخارج، من أجل القبض على عبد المعين..
• وبعد القبض عليه، قال رجل الأمن لعبد المعين: الظاهر عليك بتاع مشاكل درجة أولى، ياريت لو قبضتك قبيل لمن إتشاكلت مع الموظفة!
• وكانت الموظفة تشاهد هذا المنظر من تحت (التربيزة)، حيث ذهبت إلى هناك بعد أن قام عبد المعين بضرب الموظف (بالبونية)..
• ومن الواضح إنها قد أصبحت على يقين بأن عبد المعين (سكران وواقف لط)!!
• وفي الطريق إلى قسم الشرطة؛ كان عبد المعين في قمة الذهول بسبب الأحداث الغريبة التي مر بها في يومه المشئوم..!
• (كان ساكت، ومنطط عيونو، وفاتح خشمو)!
……………
• السيناريو السابق تخيلي، ولا وجود له على أرض الواقع، ولكنه يمكن أن يصبح واقعاً إذا قامت الحكومة بدمج فاتورة النفايات مع الكهرباء.
• دمج فاتورة النفايات مع الكهرباء سيغري البقية من أجل مص دم المواطن عبر نافذة الشركة السودانية للكهرباء، بما فيهم سيد الدكان وغيره.
• فكرة دمج فاتورة النفايات مع الكهرباء طرحتها حكومة الإنقاذ في آخر عهدها، ولكنها لم تستطع تنفيذها بسبب الثورة.
• ويبدو أن الحكومة الحالية -والتي تسمي نفسها بحكومة تصحيح المسار- ستبدأ رحلتها من النقطة التي توقفت عندها حكومة الإنقاذ!
• وهنا نتساءل: أي تصحيح مسار هذا الذي يبدأ من حيث توقفت الإنقاذ؟!
• كلمة أخيرة: الرحمة والمجد والخلود للشهداء، واللعنة لقاتلهم.

أكتــب تعليقكـ هنــــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.