جمهورية الحقيقة محمد يونس
جمهورية الحقيقة
(محمد يونس)
الشركة السودانية لقطع الكهرباء
• في الماضي كان راتب الأب يغطي على كل منصرفات أسرته، بل ويكون هناك فائض يتم ادخاره.
• واليوم أصبحت كل الأسرة تعمل، بدءا من الأب، ومرورا بالزوجة، وإنتهاءً بالأبناء، ورغم ذلك يفشلون في توفير إحتياجاتهم!!
• ولو تمت الاستعانة بأبناء الجيران والأحياء المجاورة لفشلوا في تغطية فاتورة الكهرباء الشهرية فقط!!
• ولا يتوقف الأمر عند الزيادة الخرافية على تعرفة الكهرباء، بل أن تركيب العداد السكني الجديد أصبح يكلف المواطن مبلغ قدره “116” ألف جنيه..
• أما العداد التجاري فإن سعره يتجاوز ال”120″ ألف جنيه!
• وإذا رغب مواطن في تركيب عمود ضغط منخفض بكامل ملحقاته فإن التكلفة تتأرجح بين “400_500” ألف جنيه!
• وتأخذ الشركة السودانية لقطع الكهرباء نسبة “6%” من القيمة المذكورة!
• أما تركيب عمود الضغط العالي بكامل ملحقاته فإن قيمته تتراوح بين “600_700” ألف جنيه!
• وأيضا تنال الشركة السودانية لقطع الكهرباء نسبة “6%” من الرقم السابق!!
• وهنا نتساءل: على أي أساس تحصل الشركة السودانية لقطع الكهرباء على نسبة “6%”.. وماهو المجهود الذي بذلته مقابل النسبة المذكورة؟!
• أعتقد أن الشركة المتخصصة في قطع الكهرباء تأخذ النسبة المذكورة في سبيل زيادة العبء على المواطن، ومن أجل إكتناز المال في خزائنها!!
• بعد زيادة تعرفة الكهرباء إرتفعت نسبة القطوعات، وهو مايعني أن هنالك تناسب طردي بين زيادة التعرفة وفترة القطوعات..
• أي كلما زادت التعرفة زاد عدد الساعات التي يتم فيها قطع التيار الكهربائي!
• ومع أن المنطق يفرض أن يكون التناسب عكسي، ولكن حدث العكس، في هذا البلد المنكوب الذي يسبح عكس تيار المنطق والمعقول!!
• الأكثر استفادة من زيادة سعر التعرفة هم العاملين بالشركة السودانية لقطع الكهرباء، الذين ارتفعت رواتبهم وحوافزهم، أما المواطن فقد ازدادت معاناته!
• الخطير في الأمر أن هذه الزيادة الغير مسبوقة في التعرفة جعلت المستشفيات شبه عاجزة عن دفع فاتورة الكهرباء الشهرية، مما يجعلها مهددة بالتوقف، أو العمل بصورة جزئية!!
• انقلاب البرهان في أكتوبر المنصرم تمت تسميته بتصحيح مسار الثورة، فأي تصحيح مسار هذا الذي يجعل المستشفيات عاجزة عن شراء الكهرباء.. أو تشتريها بصعوبة؟!
• هل يكون تصحيح مسار الثورة بزيادة معاناة المواطن الذي يقبع داخل المستشفى ولا يجد ثمن العلاج، بينما تعجز إدارة المستشفى عن توفير الكهرباء له؟؟
• ماذا سيضير وزارة المالية والشركة السودانية لقطع الكهرباء لو إنهما قاما بإستثناء المستشفيات الحكومية ومحطات مياه الشرب من زيادة تعرفة الكهرباء.. ومعاملتها بنفس التعرفة القديمة؟
• أعتقد أن المريض الموجود داخل مستشفى حكومي عاجز عن شراء الكهرباء، بينما هو لايمتلك تكلفة العلاج، لديه قوة تحمل تفوق قوة تحمل ضب الصحراء.
• وفي إحدى المركبات العامة قام السائق بتشغيل أغنية بوب مارلي، التي يقول فيها: واااااي.. واااااي..
• فقال له أحد الركاب: عليك الله زيد الصوت شوية!!
• إذا كان هذا الراكب الذي لا يشكو من أي مرض يردد مع بوب مارلي أغنية (واااي)، فماذا سيقول المريض الفقير القابع في مستشفى عاجزة عن شراء الكهرباء والشاش الطبي؟!
• كلمة أخيرة: يبدو أن المواطن سيعيش أيام حالكة السواد مع الشركة السودانية لقطع الكهرباء في شهر رمضان.