Ultimate magazine theme for WordPress.

جريمة وخيمة

جرئ ما  نادر التوم

سب الدين جرم عظيم!

دخلة : حادثة سب الدين في المحكمة، و من رجل قانون أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع السوداني، لا سيَّما أنَّها أتت في مكان تطبيق العدالة ، قاعة المحكمة، و أتت من رجل يُفترض فيه أن يدافع عن المظلومين و يحارب الظلم و هي بالطبع انعكاس لما يحدث في المجتمع.

(١)

لا زلت أذكر  ذلك اليوم جيداً .. أوقفونا طابور و حينما يكون هناك طابور غير الصباحي فأعلم أن هناك كفوة و مصيبة..

تقدم الأستاذ (الطيب مدثر) و حمد الله و أثنى عليه و نحن قلوبنا في أيادينا، ثم تحدث عن (جريمة) حدثت اليوم، و لما قال جريمة تصبب العرق و حبست الأنفاس، و خاصة بعد التلويح بالسيطان الغليظة، العنج منها و الشجرية..

(٢)

هذا التلميذ و كان ما شاء الله من أفخم التلاميذ حجماً، ليس في الصف الثالث (المتوسط) فحسب بل في كل المدرسة، و مع ضخامة جثته كان وديعاً مفرفشاً، المهم ظللنا نتساءل في سرنا على طريقةمسلسل أرطغرل حينما يحدث حدث ما:

_ يا إلهي إنَّه فلان

_ يا تُرى ماذا فعل؟

_ هل تعارك مع صديق؟

_ ماذا فعل ليوقفونا في هذا الحر بسببه؟

ثم رفع الأستاذ يده أن أصمتوا.

(٣)

هذا الفتى قد سبَّ الدين، و هذا الطابور لكي يعاقب

أمره الأستاذ أن يتوضأ أمام الطابور، و حتى شجيرات الزهور صمتت صمت القبور

بعد أن توضأ ووقف أمامنا سأله المعلم لماذا سببت الدين؟؟؟

لم يقل له هل سبيت الين؟؟

فإعترف و سكت.

و هنا جدث مشهد درامي غريب :

الأستاذ و بجواره معلم آخر طلبا من التلميذ أن يتوضأ، و على مرأى من الطابور

ثم أحضروه و لقَّنوه الشهادتين

قول :  (أشهد ألا إله إلا الله  و أشهد أن سيدنا محمداً رسول الله)

لقَّنوه الشهادة و نحن ننتظر، و الشمس في كبد السماء و (كَبِدْنا إتهردت من الحَر)

ثم ضربوه ضرباً مبرِّحاً و قد ملأ صراخه الآفاق

و صوته يعلو و يعلو، و السوط يعلو و يهبط على جسده

من تلك اللحظة أدركنا أن سب الدين جريمة (كبيرة) تخرج الإنسان من المِلَّة

و عقوبتها قاسية و رادعة ، و لا يُنجيك منها إلا التَّوبة و نطق الشهادتين

بقيت هذه اللحظة في مخيلتنا إلى الآن..

حينما يغلط أحد (وكلنا خطاؤون) يتسحضر تلك اللجظات العصيبة لكنها كانت تربوية بمعنى الكلمة

صرنا ننكر على أي شخص يسب الدين أقلاها بقولنا (أستغفر الله العظيم) و بالنظر بقسوة لمن يفعل هذا حتى يرعوي

و كان الكبار إذا سمعو أحد الأطفال يسب الدين جلدوه دون أن يبالوا، و لا يجرؤ هو على أن يُبلغ أهله لانهم سوف يجلدونه (تارةً أخرى)

(4)

في هذه الفترة إنتشرت ظاهرة سب الدين بصورة غريبة تسمعها في المواصلات و تسمعها بمعاني مختلفة كلها تسخر من الدين و العجيب أنَّ البنات نحين نفس المنحى مع الأسف الشديد

مصحوبة بألفاظ بذيئة و لا مبالاة و عدم إكتراث لما يقول الكثيرون من الكبار و الصغار و إن كان الأمر مستشري في الشباب و الصبيان و بقى أن نقول إنَّ الأسرة أيضا مشاركة في هذه الجريمة إذ أنها م تنهَ أبناءها من هذا الفعل، الأسر و المجتمع الذي صار يتفرج على هذه المصائب، بل بالعكس يصورونها و البعض يظهر بها في الوسائط في فجور غريب و كأنه يقدم شيئا مفيدا للناس و لا حول و لا قوة إلا بالله!

تخريمة

كان عندنا صاحبنا و نحن نود أن نحتفي في الجامعة بإستقبال طلاب جُدد و نقدِّم فقرة

فما كان من الفني إلا أن جر السلك و قطع الصوت، فما كان من صاحبنا إلا أن وقع في الجريمة في لحظة عاد فيها الصوت للمايك فسمع كل الحضور ما حدث و كانت حادثة غريبة سب الدين بالمكرفون لكن صاحبنا تأثر و إعتذر بعد أن إندهش الجميع ووقع الأمر على رؤوسهم كالصاعقة.

مرقة : برَّر البعض الحادثة بأنَّ الجاني من قبيلة معينة و أنَّ سب الدين عندهم شئ عادي

و يفعلونه في لحظة الغضب

ردَّ عليه أحدهم : يعني يوم القيامة ديل يعملو ليهم تحليل (DNA) و يشوفوا قبيلتهم شنو؟

طبعاً الأول بالغ، رغم إنو فعلاً في قبائل و مناطق إشتهرت بالجريمة القبيحة دي، لكين طبعاً الغضب أبدا ما مبرِّر ليها.

و التاني بالغ أكتر منو :

يا مولانا يوم القيامة دا حسابو حق ربنا، و ربنا طبعاً عارف إنو دا قبيلتو شنو و دا ذنوبو شنو، و ربنا هو الخلق الإنسان بي ال (DNA) بتاعو.

وخزة: مكافحة الجريمة تبدأ مني و من بيتي و أسرتي و محيطي!

أكتــب تعليقكـ هنــــا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.