الجيش الابيض في اليوم الاسود!
الجيش الابيض في اليوم الاسود!
فرفشة: تقارير
الزول بكون مبسوط أو تنشن.. على حسب البيشّن!
بعض الأطبَّة صاروا يمارسون الاستهتار، و بعضهم (تُجَّار)!
بسبب فاتورة الدواء، فارق كثيرون الحياة، و لهذا… يكثُر الإعتداء!
تقريق إخباري نادر التوم
سووا العليكم!
في كرة القدم، للجماهير معتقدات غريبة جداً و طقوس أغرب
كثيراً ما شاهدنا فريقاً مهزوماً بالسبعة يتم إستقباله في وطنه بالورود
و كثيراً ما شاهدنا فريقا فرط في بطولة كانت في المتناول، فتناوله جمهوره بالتشجيع
و التصفيق
و بالطبع عكس هذه المشاهد تحدث كثيراً :
فذاك فريق قذفه جمهوره بالحجارة
و ذاك لاعب قتله مشجع بالرصاص
او تناوشه جمهوره بالعبارات و ربما بالضرب
و كثيراً ما قرأنا في الصحف حتى على مستوى لاعبينا عن السواطير و السكاكين المسدساتفي سياراتهم
بمثل طبنجات الحكام التي يخرجونها أحياناً بدلاً من إخراج الكروت الصفراء و الحمراء
و الأمر بِرُمَّته يتوقف على أداء اللاعبين
كثيراً ما نسمع عبارة (المجنونة أبت) أو (المجنونة قالت لا)
قالت لا للفوز أو للتاهل، أو لإحراز البطولة
سميت بالمجنونة لأنَّها كثيرا لا تعترف بالمنطق و الحسابات
لذلك المُحلِّلون حينما يحللون يقولون ( على الورق)، و هي تعني نظرياً أو حسابياً أو تاريخياً لكن قد يكون ( على الملعب) هناك كلام آخر
حينما يؤدي فريق بقوة و جسارة و بفدائية و يلعب لاعبوه بإخلاص
يلتمس الجمهور هذا الأمر في أدائهم فيشجعهم في المباراة
و يؤازرهم حتى لو خسروا و ربما يكرمهم
و بخاصة الجمهور السوداني الذي يميز اللاعب الجادي من اللاعب المتلاعب أو المجبور
أو الذي لديه مُستحقات لدى الفريق
بعد أن يؤدي اللاعبون ما عليهم و يقوم المدرب بوضع التشكيلة المناسبة و الجاهزة
( بدون مجاملة) و بدون أسماء لامعة أو نجوم تلعب حتى لو كان مستواها لا يؤهلها
و بعد أن يجري التبديلات المناسبة في الوقت المناسب على مدار المباراة
و بعد أن يكون مجلس الإدارة قد وفر الأجواء المناسبة للاعبين و قام الجمهور كذلك بالتشجيع و الإحتشاد (بدون تشجيع)
بعد توفر كل هذه المعطيات يخرج الجميع راضون و تنام عواصمهم (هادئة)
و يهنئون الخاسر – فريقهم او منتخبهم –
لكن لو لم تحدث كل تلك الأشياء أو إحداها أو بعضها فهنا تثور ثائرة الجمهور
و هذا نوع من الرقي
على أنه توجد شواذ لبعض الجماهير التي تريد من فريقها و منتخباتها أن ( تكسب بس #)
دون معرفة الظروف المحيطة باللاعبين و المباراة
رقي جميل، قد يصل أحياناً لتحية الفريق الخصم إذا قدم أداءً مُبهراً و يترك فريقه ليشجع (اللعبة الحلوة)
(على حسب البيشن)!
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن ( الجيش الأبيض) و عن الأطِّباء و عن الإعتداءات على الاطبَّة
و عن الأخطاء الطبية لدرجة جعلت الأطباء يفكرون و يعلنون عن إنشاء صندوق
و كيان خاص لها و بها
و موضوع الإعتداءات على الأطبَّة ( الدكاترة) موضوع منتشر في كل العالم و ليس في السودان فحسب
و كثيراً ما يُضرب (بسببه) الأطباء و الممرضون و العمال في الحقل الصحي على حد سواء
لكن بقى أن نقول إن القصة هنا تشبه القصة هناك في كرة القدم و في الرياضة عموماً
إذا شعر أهل المريض و هم بشر بأنَّ المستشفى و الطاقم الطبي قد قاموا بدورهم تماماً و ( عملو العليهم)، فانهم يعذرون
و ربما يشدُّون من عضد الطبيب حتى لو كانت النتيجة وفاة مريضهم
أما لو لاحظ أهل الميت، أو المصاب بداء أكثر من الذي أتى به إستهتار الطاقم الطبي
و المستشفي حكومياً كان أم خاصَّاً – و ما أكثره –
فإنَّنا نشهد مثل هذه الأحداث و الإعتداءات
الجيش الأبيض خط مقاومتنا الاول في كرونا و غيرها ما عندنا شك في هذا
هم يعملون في ظروف سيئة هذا واقع معاش
هم قد ظلموا من الحكومات السابقة نًقِرُّ بهذا
الموت بسبب العجز عن فاتورة الدواء!
لكن هذا الأمر لا ينطبق على كل الأطباء و الطاقم الطبي من دكاترة و صيادلة
و مختبرات … الخ،
و إن كان العبء الاكبر يتحمَّله ( الطبيب المداوي)
فهناك أطباء سماسرة، صحيح أنهم تعبوا في مجالهم و دراستهم إلى أن تخصَّصوا
لكن بعضهم تُجَّار يتعاملون مع المرضى كسلعة و ليس كبشر و أرواح
حتى مات كثير من الفقراء مرضاً و عجزاً من الإيفاء بمستلزمات العلاج
و طرد مرضى و رفض إجراء العمليات، بل و الفحوصات لهم بسبب عجزهم عن دفع الرسوم
و مات كثيرون بسبب عدم القدرة على شراء الدواء المستمر، لأنَّ هيأة التامين الصحي 90% أو يزيد من العلاجات التي يكتبها الأطباء ( خارج التامين)
مع أنهم يخصمون من العمال و الموظفين سواء مرضوا أم لم يمرضو كل شهر!!
أما مسالة التشخيص الخاطئ من الأطباء، فهي (على قفا)
لذا يلجا الناس حسب إستطاعتهم للعاصمة، أو للعواصم بالخارج و قلت ثقتهم في أطبائنا، على الرغم من أن اطباءنا موثوق بهم في الخارج أرايتم كيف؟؟؟؟
في غرفة الإنتظار!
أما الإستهتار فحدث و لا حرج، إذ أنَّ الطبيب قد يعتذر لأيِّ سبب من الأسباب، و ليته كان سببا مقنعا، فهو في الغالب ليجري عملية في مشفى آخر
بينما ينتظره مرضاه الذين دفعوا حق مقابلته – بالساعات –
و قد يعودون أدراجهم بمرضهم و حسرتهم
و كذلك تعامل الأطباء الجدد مع المرضى بإستهتار، تجد الطبيب يجلس على المنضدة و يسالك لو كنت تحمل طفلاً، أسئلة و هو في تلك الجلسة ( رجلاً أو إمراة) و لا يتعب نفسه أن يضع يده عليه، ثم يأمرك بأن تذهب لمستشفى آخر أو بأمر غريب
ينفي بتصرفه هذا صفة ( ملائكة الرحمة) تماماً عنه.
أو قد يسالك و يسال مريضك و هو في حالة حرجة إنت بِتَسكَر؟؟
أفرض بِسْكر أيعني هذا ألا يتعالج؟
و أولئك يلعبون و أولئك منشغلون مع الفيس و الواتس و غير هذا ( أثناء ساعات الدوام) و أكثر هذا بالطبع يكون في المستشفيات الحكومية
ثم إنهم لا يهمهم إن حدث شئ لهذا المريض بسببهم، و تراهم يضحكون و يأكلون
( عادي)
و أغرب من هذا كله إستهتار مسؤوليهم من وزراء و غيرهم
(نصرف ملايين على مرضى السرطان لكنهم يموتون)
(المرضى هم سبب المشاكل)
( الما عندو قروش ما يتعالج)
و غير هذا من تصريحات تهرد الكبد و تؤجِّج النيران
مثل هؤلاء المستهترين هم الذين يجلبون المشكلات للبقية، و هم الذين يُخرجون المرضى و مرافقيهم من طورهم.
َفِع و موت!
أما التجارة فهي لا تخفَ على ذي بصيرة
إبتداءً من أسعار مقابلة الطبيب مروراً بالإتَّفاقات بين الأطباء و بعض المختبرات
ثم كتابة أدوية توجد فقط عند بعض الصيدليات و كُلو بنسبتو و ( بتمنو)، و كلهم ليس هكذا بالطبع
أما المستشفيات الخاصة فهي تعمل بالمقاولة الطبيب الفحص الكشف، المرور ، الغرفة، العنبر، الحُقنة …. الخ كله بثمنه
و كثيراً ما يخرج المريض إما أكثر مرضاً، أو إلى المقابر – رغم ما بذل فيه من جهد
و مال- ( رحمه الله)
فالإهتمام فقط بجمع المال
حتى المستشفيات الحكومية إبتداء من دخولها تكون في حالة ( دفع)، حتى تخرج منها
و لك أن تلاحظ هذا في أنَّ أغلب المستثمرين صاروا يستثمرون في آلام و أوجاع الناس
فقد كثرت المستشفيات و المراكز الخاصة و معظمها يتبع للكيزان الذين دمَّروا المستشفيات الحكومية، لينعموا بأموال المرضي في مشافيهم الخاصة
و الأرقام التي يتحدَّث بها الناس فلكيَّة قد تفوق رحلة العلاج للخارج.
المزيد من الإعتداءات لهذا السبب!
بقى أن نقول إنَّ المرض و ذويه إذا شعروا بإهتمام و (بمباسطة) و إبتسام و كلام طيب سواء كانوا يتلقون علاجهم من مستشفي حكومي أو (تجاري)
فإنهم سيصبرون و يسامحون و يعفون، إن حصل مكروه لمريضهم (لا قدر الله)
أما إذا وجدوا إستهتاراً و لا مبالاة من مشافي حكومية بائسة، أو تجارية (طمَّاعة) فإنَّنا سنشهد المزيد و المزيد من حالات الإعتداء على الأطباء
هذا الحال عن السودان و السودانيين سواء كانوا يتعالجُون في الخارج أو الداخل
فهم إشتهروا بعفو ( كاتل الرقبة)، و رفض الدية، فهذا ليس بجديد عليهم لكنهم في نفس الوقت عرفوا بعدم قبول الحقارة، التي يمارسها الكثير من الأطباء و المستشفيات و مسؤولي الصحة – مع الأسف الشديد –
إعملوا العليكم و سوف يهنئكم و يصفق لكم، و يشكركم ،حتى من تسبَّبتم في فقدانه فلذة كبده، أو فانتظروا العكس ، مع أنه غير مُبرَّر و لا أحد يدعو إليه.